[ ص: 285 ] 193 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من دعائه لأهل مدينته أن يبارك لهم في صاعهم ومدهم
1249 - حدثنا قال : حدثنا يونس بن عبد الأعلى أن عبد الله بن وهب أخبره عن مالك بن أنس ، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : أنس بن مالك اللهم بارك لهم في مكيالهم ، وبارك لهم في صاعهم وفي مدهم . يعني : أهل المدينة .
1250 - حدثنا قال : حدثنا علي بن معبد قال : حدثنا أحمد بن إسحاق الحضرمي قال : حدثنا وهيب بن خالد عمرو بن يحيى المازني ، عن عباد بن تميم ، عن قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : عبد الله بن زيد إبراهيم حرم مكة ودعا لهم ، وإني حرمت المدينة ودعوت لهم بمثل ما دعا به إبراهيم - صلى الله عليه وسلم - لأهل مكة أن يبارك لهم في مدهم وصاعهم .
[ ص: 286 ]
1251 - حدثنا قال : أخبرنا يونس أن ابن وهب أخبره عن مالكا ، عن سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه قال : أبي هريرة إبراهيم عبدك وخليلك ونبيك ، وإني عبدك ونبيك وإنه دعا لمكة وإني أدعوك للمدينة بمثل ما دعاك به لمكة ومثله معه . قال : ثم يدعو أصغر وليد يراه فيعطيه ذلك الثمر كان الناس إذا رأوا الثمر جاؤوا به إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فإذا أخذه النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : اللهم بارك لنا في ثمرنا ، وبارك لنا في صاعنا ، وبارك لنا في مدنا ! اللهم إن .
[ ص: 287 ] قال : فتأملنا هذه الآثار وما فيها من قصد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بدعائه بالبركة إلى الصاع والمد والمكيال ، فكان ذلك عندنا منه - والله أعلم - إرادة منه به البركة فيما يكال بالصاع والمد والمكيال من الثمار التي هي أموال أبو جعفر أهل المدينة ، ومنها عيش ساكنيها ، وكان قصده بذلك إلى الصاع والمد والمكيال قصدا منه إلى المكيل بهذه الأشياء .
ومثل هذا من كلام العرب قول الله عز وجل : واسأل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها . وكانت المدينة دار الثمار لا ما سواها ، فقصد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالدعاء لأهل تلك الثمار بالبركة فيما يعتبرون ثمارهم ، وفيما يبيعونها به ، وفيما يقضون دينهم منها به ، وفيما يعولون به من يعولونه ، ولم تكن دار ما يستعمل فيه سوى المكاييل من الموازين ، فيحتاجوا إلى الدعاء لهم بالبركة في موازينهم كما احتاج إلى الدعاء لهم بالبركة في مكاييلهم ، والله نسأله التوفيق .