[ ص: 397 ] 590 - باب بيان مشكل ما رواه النعمان بن بشير الأنصاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الوقت الذي كان يصلي فيه العشاء من الليل أي وقت هو ؟
3781 - حدثنا أبو غسان مالك بن يحيى الهمداني ، قال : حدثنا ، قال : أخبرنا يزيد بن هارون ، عن شعبة ، عن أبي بشر بشير بن ثابت ، عن حبيب بن سالم ، عن ، قال : النعمان بن بشير إني لأعلم الناس بوقت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم العشاء ، كان يصليها بقدر ما يغيب القمر ليلة رابعة ، قال يزيد : فقلت لشعبة : إن هشيما حدثنا ليلة ثالثة ، فقال : كذلك ؟ فقلت : نعم . قال : أو ليلة ثالثة .
[ ص: 398 ]
3782 - وحدثنا أبو الدرداء هاشم بن محمد الأنصاري ، قال : حدثنا ، قال : حدثنا آدم بن أبي إياس ، قال : حدثنا هشيم ، عن أبو بشر حبيب بن سالم ، ولم يذكر بشير بن ثابت ، عن رضي الله عنه ، قال : النعمان بن بشير أنا أعلم الناس بوقت رسول الله صلى الله عليه وسلم لوقت العشاء ، كان يصليها لقدر سقوط ليلة الثالثة من الشهر .
3783 - وحدثنا عبيد بن رجال ، قال : حدثنا إسماعيل بن سالم ، قال : حدثنا ، قال : أخبرنا هشيم ، عن أبو بشر حبيب بن سالم ، عن ، قال : النعمان بن بشير أنا أعلم الناس ، أو كأعلم الناس بوقت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم للعشاء الآخرة ، ثم ذكر مثله .
فنظرنا في حقيقة إسناد هذا الحديث : هل هو كما رواه عليه ، أو كما رواه شعبة هشيم عليه .
3784 - فوجدنا أحمد بن عبد المؤمن المروزي قد حدثنا ، قال : حدثنا ، قال : حدثنا علي بن الحسن بن شقيق ، عن أبو عوانة ، عن أبي بشر بشير بن ثابت الأنصاري ، عن حبيب بن سالم ، [ ص: 399 ] عن ، قال : النعمان بن بشير والله إني لأعلم الناس بوقت هذه الصلاة ، صلاة العشاء الآخرة ، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصليها لسقوط القمر ليلة الثالثة .
3785 - فوجدنا محمد بن خزيمة قد حدثنا ، قال : حدثنا ، قال : حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب ، ثم ذكر بإسناده مثله . أبو عوانة
3786 - ووجدنا قد حدثنا ، قال : أخبرني أحمد بن شعيب محمد بن قدامة ، قال : حدثنا ، عن جرير ، عن رقبة ، عن جعفر بن إياس حبيب بن سالم ، عن ثم ذكر مثله . النعمان بن بشير ،
فوافق رقبة هشيما على ترك ذكر بشير بن ثابت في إسناده هذا الحديث ، ووافق أبو عوانة على إدخاله إياه في إسناده ، فكانت [ ص: 400 ] هذه الروايات كلها قد اتفقت على أنه صلى الله عليه وسلم كان يصلي صلاة عشاء الآخرة مؤخرا لها ; لأن وقتها يدخل قبل ذلك الوقت الذي كان يصليها فيه ، وقد دل على ما ذكرنا من ذلك . شعبة
3787 - ما قد حدثنا روح بن الفرج ، قال : حدثنا ، قال : حدثنا يوسف بن عدي ، عن أبو الأحوص ، عن سماك بن حرب ، قال : النعمان بن بشير كان النبي صلى الله عليه وسلم يؤخر العشاء الآخرة .
قال : وكان ذلك - والله أعلم - التماسه صلى الله عليه وسلم وقت الفضل من وقتها ، كما كان يصلي غيرها من الصلوات في أفضل أوقاتها . أبو جعفر
فمن ذلك أنه كان يصلي الظهر في أيام الشتاء معجلا لها هاتان الصلاتان ، وفي أيام الصيف مؤخرا لها ، والمغرب في الدهر كله معجلا لها هاتان الصلاتان اللتان يتفق على الساعتين اللتين كان يصليهما فيهما من وقتيهما ، وأما صلاة الصبح وصلاة العصر فتختلف في الساعتين اللتين كان يصليهما فيهما من وقتيهما ، فلذلك لم يستشهد بالساعتين [ ص: 401 ] اللتين كان يصليهما فيهما ، فمثل ذلك الساعة التي كان يصلي فيها العشاء الآخرة كان ذلك ; لأنها ساعة الفضل من وقتها ، والله أعلم .
ثم تأملنا الساعة التي كان يصليها فيها أي ساعات الليل هي ، فوجدنا صلاته إياها لما كانت على سقوط القمر ثالثة كان ذلك على سقوط ثلاث منازل من منازل الليل ، وذلك من ساعاته ساعتان ونصف ساعة ونصف سبع ساعة ، والله عز وجل نسأله التوفيق .