[ ص: 49 ] 6 - باب بيان مشكل ما روي في السبب الذي فيه نزلت
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=24وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم مما قد ظن بعض الناس أنه قد تضادت الروايات فيه عن رسول الله عليه السلام مما هو في الحقيقة بخلاف ذلك .
60 - حدثنا
محمد بن بحر بن مطر ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17376يزيد بن هارون ، أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=15744حماد بن سلمة ، وحدثنا
أحمد بن داود بن موسى ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14840عبيد الله بن محمد التيمي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15744حماد بن سلمة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15603ثابت ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=674236nindex.php?page=treesubj&link=8398_29019_30887_30984_30995_32304أن ثمانين رجلا من أهل مكة هبطوا على رسول الله عليه السلام وأصحابه بالتنعيم عند صلاة الفجر ليقتلوهم ، فأخذهم رسول الله صلى الله عليه وسلم سلما ، فأعتقهم ، فأنزل الله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=24وهو الذي كف أيديهم عنكم الآية .
[ ص: 50 ] قال
أبو سلمة : فحدثت بهذا الحديث
الكلبي ، فقال : هكذا كان الحديث .
61 - وحدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16938محمد بن جعفر بن أعين ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12410إسحاق بن أبي إسرائيل ، أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق ، وحدثنا
عبيد بن محمد بن موسى البزاز أبو القاسم - المعروف محمد هذا برجال - ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12265أحمد بن صالح ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق ، ثم اجتمعا ، فقال كل واحد منهما في جانب : أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري ، قال : وأخبرني
nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة عن
nindex.php?page=showalam&ids=83المسور ،
nindex.php?page=showalam&ids=17065ومروان بن الحكم يصدق كل واحد منهما صاحبه ، قال في حديث الهدنة :
[ ص: 51 ] {
nindex.php?page=treesubj&link=29388_30862_30945_31782_32303_33933إن سهيلا كان مما اشترط في الصلح الذي كان بينه وبينه عام الحديبية لا يأتيك منا رجل ، وإن كان على دينك ، إلا رددته إلينا ، ثم رجع النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ، فجاء أبو بصير رجل من قريش ، وهو مسلم ، فأرسلوا في طلبه رجلين ، فقالوا : العهد الذي جعلت لنا ، فدفعه إلى الرجلين ، فخرجا به ، فلما بلغا ذا الحليفة ، نزلوا يأكلون من تمرهم ، فقال أبو بصير لأحد الرجلين : والله إني لأرى سيفك يا فلان جيدا ، فاستله الآخر ، فقال : أجل والله إنه لجيد ، فقال أبو بصير : أرني أنظر إليه ، فضربه به حتى برد ، وفر الآخر حتى أتى المدينة ، فدخل المسجد ، فقال رسول الله عليه السلام حين رآه : لقد رأى هذا ذعرا ، فلما انتهى إليه قال : قتل والله صاحبي ، وإني لمقتول ، فجاء أبو بصير ، فقال : يا نبي الله ، قد والله وفى الله ذمتك أن رددتني إليهم ، ثم أنجاني الله منهم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ويل أمه مسعر حرب لو كان له أحد ، فلما سمع ذلك [ ص: 52 ] منه ، عرف أنه سيرده إليهم ، فخرج حتى أتى سيف - يعني - البحر قال : وتفلت منهم أبو جندل ، فلحق بأبي بصير ، فجعل لا يخرج من قريش رجل قد أسلم إلا لحق بأبي بصير ، حتى اجتمعت منهم عصابة ، قال : فوالله ما سمعوا بعير خرجت لقريش إلى الشام إلا اعترضوا لهم ، فقتلوهم ، وأخذوا أموالهم ، فأرسلت قريش إلى النبي عليه السلام تناشده الله والرحم لما أرسل إليهم ، فمن أتاه فهو آمن ، فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إليهم ، فأنزل الله : nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=24وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم حتى بلغ nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=26الحمية حمية الجاهلية وكانت حميتهم أنهم لم يقروا أنه نبي الله ، ولم يقروا ببسم الله الرحمن الرحيم ، وحالوا بينه وبين البيت } .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14695أبو جعفر : وكان ما في حديث
أنس : { أن ثمانين رجلا من
أهل مكة هبطوا على رسول الله عليه السلام وأصحابه من
التنعيم عند صلاة الفجر ليقتلوهم } ، وأن سبب نزول هذه الآية كان في ذلك ،
[ ص: 53 ] وكان ما في ذلك الحديث مضافا إلى
أنس لغير حكاية منه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال له ذلك .
وكان ما في حديث
المسور ،
ومروان أن نزولها كان فيما كان من
أبي بصير ،
وأبي جندل ، وممن لحق بهما ممن أسلم من
قريش بسيف البحر في قطعهم ما كان يمر بهم من عيرات
قريش ، ومما سواها مما كانت ميرة لهم ، حتى كان من
قريش الذين كانوا
بمكة سؤالهم رسول الله عليه السلام ، ومناشدتهم إياه بالله وبالرحم لما أرسل إليهم ، فمن أتاه فهو آمن ، وأن إنزال الله هذه الآية التي تلونا كان في ذلك ، وكان كل وجه مما في هذين الحديثين مضافا إلى رواته لا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فبان بذلك أن لا تضاد في واحد مما في هذين الحديثين عن رسول الله عليه السلام ، وأن التضاد الذي فيهما في سبب نزول هذه الآية كان ممن دونه عليه السلام منه .
وقد روي عن
سلمة بن الأكوع في نزولها أيضا شيء يدل على ما قاله
أنس ، وأن نزولها كان فيه .
62 - كما قد حدثنا
أحمد بن داود ، أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=11928أبو الوليد الطيالسي ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16585عكرمة بن عمار العجلي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12443إياس بن سلمة ، عن أبيه
nindex.php?page=showalam&ids=119سلمة قال : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=660380nindex.php?page=treesubj&link=8398_29019_30887_30984_30995_32304جاء عمي برجل من عبلات وبفرسه [ ص: 54 ] مجففا في سبعين من المشركين حتى وقف بهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : دعوهم تكون لنا اليد والفخار ، فعفا عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأنزل الله : nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=24وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم الآية .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14695أبو جعفر : ثم تأملنا نحن من بعد ما قالوه في ذلك ، فوجدنا في الآية التي تلونا ما يدل على ما قاله
أنس في السبب الذي فيه أنزلت لا على ما قال
مروان والمسور في ذلك ؛ لأن فيها
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=24وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم الآية ، وكان
التنعيم من
مكة ، وكان سيف البحر ليس من
بطن مكة ، وكان الذي كان في ذلك في حديث
أنس : الظفر بالقوم الذين حاولوا ما حاولوا من رسول الله عليه السلام ، ومن أصحابه ، ولا ظفر في حديث
المسور ،
ومروان .
ومن ذلك :
[ ص: 49 ] 6 - بَابُ بَيَانِ مُشْكِلِ مَا رُوِيَ فِي السَّبَبِ الَّذِي فِيهِ نَزَلَتْ
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=24وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ مِمَّا قَدْ ظَنَّ بَعْضُ النَّاسِ أَنَّهُ قَدْ تَضَادَّتِ الرِّوَايَاتُ فِيهِ عَنْ رَسُولِ اللهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِمَّا هُوَ فِي الْحَقِيقَةِ بِخِلَافِ ذَلِكَ .
60 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ بَحْرِ بْنِ مَطَرٍ ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=17376يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَخْبَرَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=15744حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، وَحَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ مُوسَى ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=14840عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيِّ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15744حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15603ثَابِتٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=9أَنَسٍ : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=674236nindex.php?page=treesubj&link=8398_29019_30887_30984_30995_32304أَنَّ ثَمَانِينَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ هَبَطُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَأَصْحَابِهِ بِالتَّنْعِيمِ عِنْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ لِيَقْتُلُوهُمْ ، فَأَخَذَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِلْمًا ، فَأَعْتَقَهُمْ ، فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=24وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ الْآيَةَ .
[ ص: 50 ] قَالَ
أَبُو سَلَمَةَ : فَحَدَّثْتُ بِهَذَا الْحَدِيثِ
الْكَلْبِيَّ ، فَقَالَ : هَكَذَا كَانَ الْحَدِيثُ .
61 - وَحَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16938مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَعْيَنَ ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=12410إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ ، أَخْبَرَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16360عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، وَحَدَّثَنَا
عُبَيْدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الْبَزَّازُ أَبُو الْقَاسِمِ - الْمَعْرُوفُ مُحَمَّدٌ هَذَا بِرِجَالٍ - ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=12265أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16360عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، ثُمَّ اجْتَمَعَا ، فَقَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا فِي جَانِبٍ : أَخْبَرَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=17124مَعْمَرٌ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزُّهْرِيِّ ، قَالَ : وَأَخْبَرَنِي
nindex.php?page=showalam&ids=16561عُرْوَةُ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=83الْمِسْوَرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=17065وَمَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ يُصَدِّقُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ ، قَالَ فِي حَدِيثِ الْهُدْنَةِ :
[ ص: 51 ] {
nindex.php?page=treesubj&link=29388_30862_30945_31782_32303_33933إِنَّ سُهَيْلًا كَانَ مِمَّا اشْتَرَطَ فِي الصُّلْحِ الَّذِي كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ لَا يَأْتِيكَ مِنَّا رَجُلٌ ، وَإِنْ كَانَ عَلَى دِينِكَ ، إِلَّا رَدَدْتَهُ إِلَيْنَا ، ثُمَّ رَجَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَةِ ، فَجَاءَ أَبُو بَصِيرٍ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ ، وَهُوَ مُسْلِمٌ ، فَأَرْسَلُوا فِي طَلَبِهِ رَجُلَيْنِ ، فَقَالُوا : الْعَهْدُ الَّذِي جَعَلْتَ لَنَا ، فَدَفَعَهُ إِلَى الرَّجُلَيْنِ ، فَخَرَجَا بِهِ ، فَلَمَّا بَلَغَا ذَا الْحُلَيْفَةِ ، نَزَلُوا يَأْكُلُونَ مِنْ تَمْرِهِمْ ، فَقَالَ أَبُو بَصِيرٍ لِأَحَدِ الرَّجُلَيْنِ : وَاللهِ إِنِّي لَأَرَى سَيْفَكَ يَا فُلَانُ جَيِّدًا ، فَاسْتَلَّهُ الْآخَرُ ، فَقَالَ : أَجَلْ وَاللهِ إِنَّهُ لَجَيِّدٌ ، فَقَالَ أَبُو بَصِيرٍ : أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْهِ ، فَضَرَبَهُ بِهِ حَتَّى بَرَدَ ، وَفَرَّ الْآخَرُ حَتَّى أَتَى الْمَدِينَةَ ، فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ حِينَ رَآهُ : لَقَدْ رَأَى هَذَا ذُعْرًا ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَيْهِ قَالَ : قُتِلَ وَاللهِ صَاحِبِي ، وَإِنِّي لَمَقْتُولٌ ، فَجَاءَ أَبُو بَصِيرٍ ، فَقَالَ : يَا نَبِيَّ اللهِ ، قَدْ وَاللهِ وَفَّى اللهُ ذِمَّتَكَ أَنْ رَدَدْتَنِي إِلَيْهِمْ ، ثُمَّ أَنْجَانِي اللهُ مِنْهُمْ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَيْلُ أُمِّهِ مِسْعَرَ حَرْبٍ لَوْ كَانَ لَهُ أَحَدٌ ، فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ [ ص: 52 ] مِنْهُ ، عَرَفَ أَنَّهُ سَيَرُدُّهُ إِلَيْهِمْ ، فَخَرَجَ حَتَّى أَتَى سِيفَ - يَعْنِي - الْبَحْرَ قَالَ : وَتَفَلَّتَ مِنْهُمْ أَبُو جَنْدَلٍ ، فَلَحِقَ بِأَبِي بَصِيرٍ ، فَجَعَلَ لَا يَخْرُجُ مِنْ قُرَيْشٍ رَجُلٌ قَدْ أَسْلَمَ إِلَّا لَحِقَ بِأَبِي بَصِيرٍ ، حَتَّى اجْتَمَعَتْ مِنْهُمْ عِصَابَةٌ ، قَالَ : فَوَاللهِ مَا سَمِعُوا بِعِيرٍ خَرَجَتْ لِقُرَيْشٍ إِلَى الشَّامِ إِلَّا اعْتَرَضُوا لَهُمْ ، فَقَتَلُوهُمْ ، وَأَخَذُوا أَمْوَالَهُمْ ، فَأَرْسَلَتْ قُرَيْشٌ إِلَى النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ تُنَاشِدُهُ اللهَ وَالرَّحِمَ لَمَا أَرْسَلَ إِلَيْهِمْ ، فَمَنْ أَتَاهُ فَهُوَ آمِنٌ ، فَأَرْسَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِمْ ، فَأَنْزَلَ اللهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=24وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ حَتَّى بَلَغَ nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=26الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ وَكَانَتْ حَمِيَّتُهُمْ أَنَّهُمْ لَمْ يُقِرُّوا أَنَّهُ نَبِيُّ اللهِ ، وَلَمْ يُقِرُّوا بِبِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، وَحَالُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْبَيْتِ } .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14695أَبُو جَعْفَرٍ : وَكَانَ مَا فِي حَدِيثِ
أَنَسٍ : { أَنَّ ثَمَانِينَ رَجُلًا مِنْ
أَهْلِ مَكَّةَ هَبَطُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَأَصْحَابِهِ مِنَ
التَّنْعِيمِ عِنْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ لِيَقْتُلُوهُمْ } ، وَأَنَّ سَبَبَ نُزُولِ هَذِهِ الْآيَةِ كَانَ فِي ذَلِكَ ،
[ ص: 53 ] وَكَانَ مَا فِي ذَلِكَ الْحَدِيثِ مُضَافًا إِلَى
أَنَسٍ لِغَيْرِ حِكَايَةٍ مِنْهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لَهُ ذَلِكَ .
وَكَانَ مَا فِي حَدِيثِ
الْمِسْوَرِ ،
وَمَرْوَانَ أَنَّ نُزُولَهَا كَانَ فِيمَا كَانَ مِنْ
أَبِي بَصِيرٍ ،
وَأَبِي جَنْدَلٍ ، وَمِمَّنْ لَحِقَ بِهِمَا مِمَّنْ أَسْلَمَ مِنْ
قُرَيْشٍ بِسِيفِ الْبَحْرِ فِي قَطْعِهِمْ مَا كَانَ يَمُرُّ بِهِمْ مِنْ عِيرَاتِ
قُرَيْشٍ ، وَمِمَّا سِوَاهَا مِمَّا كَانَتْ مِيرَةً لَهُمْ ، حَتَّى كَانَ مِنْ
قُرَيْشٍ الَّذِينَ كَانُوا
بِمَكَّةَ سُؤَالُهُمْ رَسُولَ اللهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، وَمُنَاشَدَتُهُمْ إِيَّاهُ بِاللهِ وَبِالرَّحِمِ لَمَا أَرْسَلَ إِلَيْهِمْ ، فَمَنْ أَتَاهُ فَهُوَ آمِنٌ ، وَأَنَّ إِنْزَالَ اللهِ هَذِهِ الْآيَةَ الَّتِي تَلَوْنَا كَانَ فِي ذَلِكَ ، وَكَانَ كُلُّ وَجْهٍ مِمَّا فِي هَذَيْنِ الْحَدِيثَيْنِ مُضَافًا إِلَى رُوَاتِهِ لَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
فَبَانَ بِذَلِكَ أَنْ لَا تَضَادَّ فِي وَاحِدٍ مِمَّا فِي هَذَيْنِ الْحَدِيثَيْنِ عَنْ رَسُولِ اللهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، وَأَنَّ التَّضَادَّ الَّذِي فِيهِمَا فِي سَبَبِ نُزُولِ هَذِهِ الْآيَةِ كَانَ مِمَّنْ دُونَهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنْهُ .
وَقَدْ رُوِيَ عَنْ
سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ فِي نُزُولِهَا أَيْضًا شَيْءٌ يَدُلُّ عَلَى مَا قَالَهُ
أَنَسٌ ، وَأَنَّ نُزُولَهَا كَانَ فِيهِ .
62 - كَمَا قَدْ حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ ، أَخْبَرَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=11928أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16585عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ الْعِجْلِيُّ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12443إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِيهِ
nindex.php?page=showalam&ids=119سَلَمَةَ قَالَ : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=660380nindex.php?page=treesubj&link=8398_29019_30887_30984_30995_32304جَاءَ عَمِّي بِرَجُلٍ مِنْ عَبَلَاتٍ وَبِفَرَسِهِ [ ص: 54 ] مُجَفَّفًا فِي سَبْعِينَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ حَتَّى وَقَفَ بِهِمْ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : دَعُوهُمْ تَكُونُ لَنَا الْيَدُ وَالْفَخَارُ ، فَعَفَا عَنْهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَنْزَلَ اللهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=24وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ الْآيَةَ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14695أَبُو جَعْفَرٍ : ثُمَّ تَأَمَّلْنَا نَحْنُ مِنْ بَعْدُ مَا قَالُوهُ فِي ذَلِكَ ، فَوَجَدْنَا فِي الْآيَةِ الَّتِي تَلَوْنَا مَا يَدُلُّ عَلَى مَا قَالَهُ
أَنَسٌ فِي السَّبَبِ الَّذِي فِيهِ أُنْزِلَتْ لَا عَلَى مَا قَالَ
مَرْوَانُ وَالْمِسْوَرُ فِي ذَلِكَ ؛ لِأَنَّ فِيهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=24وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ الْآيَةَ ، وَكَانَ
التَّنْعِيمُ مِنْ
مَكَّةَ ، وَكَانَ سِيفُ الْبَحْرِ لَيْسَ مِنْ
بَطْنِ مَكَّةَ ، وَكَانَ الَّذِي كَانَ فِي ذَلِكَ فِي حَدِيثِ
أَنَسٍ : الظَّفَرُ بِالْقَوْمِ الَّذِينَ حَاوَلُوا مَا حَاوَلُوا مِنْ رَسُولِ اللهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، وَمِنْ أَصْحَابِهِ ، وَلَا ظَفَرَ فِي حَدِيثِ
الْمِسْوَرِ ،
وَمَرْوَانَ .
وَمِنْ ذَلِكَ :