[ ص: 155 ] 307 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من نهيه عن إدخال فرس بين فرسين في السبق إذا كان مما يؤمن أن يسبق
1897 - حدثنا ، قال : حدثنا يونس ، عن يحيى بن حسان ، عن عباد بن العوام ، عن سفيان بن حسين ، عن الزهري ، عن ابن المسيب رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي هريرة من أدخل فرسا بين فرسين وهو لا يؤمن أن يسبق فلا بأس ، ومن أدخل فرسا بين فرسين وهو يؤمن أن يسبق فذلكم القمار .
[ ص: 156 ]
1898 - حدثنا ، قال : حدثنا علي بن عبد العزيز ، قال : حدثنا أبو عبيد عباد بن العوام ومروان بن معاوية الفزاري ، عن ويزيد بن هارون … ثم ذكر بإسناده مثله . سفيان بن حسين
قال : فكان المراد في هذا الحديث والله أعلم أن الرجلين يتسابقان بالفرسين ، ويدخلان بينهما دخيلا ويجعلان بينهما جعلا ، وذلك الدخيل تسميه العرب محللا فيضع الأولان رهنين ولا [ ص: 157 ] يضع المحلل شيئا ثم يرسلون الأفراس الثلاثة ، فإن سبق أحد الأولين أخذ رهن صاحبه ، فكان طيبا له مع رهنه ، وإن سبق المحلل ولم يسبق واحد من الأولين أخذ الرهنين جميعا ، فكانا له طيبين ، وإن سبق هو لم يكن عليه شيء للأولين . أبو جعفر
وتأملنا معنى قوله صلى الله عليه وسلم : إن كان لا يؤمن أن يسبق فلا بأس به ، وإن كان يؤمن أن يسبق فلا خير فيه . فوجدنا أهل العلم لا يختلفون أنه يراد بذلك البطيء من الخيل الذي يؤمن منه أن يسبق .
وقد حدثنا علي بن عبد العزيز ، قال : حدثنا أبو عبيد ، قال : سمعت محمد بن الحسن وغير واحد يفسرون هذا التفسير ، وكذلك تأولنا محمد بن أحمد بن العباس ، عن موسى بن نصر ، عن هشام بن عبيد الله ، عن محمد بن الحسن في رواياته التي تأولنا إياها عنه .
وخبرنا أنه سمعها من موسى ، وأن موسى حدثهم أنها عن هشام ، عن محمد بهذه المعاني ، وأنه لم يحك لهم فيها خلافا بينه وبين أحد من أصحابه .
قال : وجعل الدخيل في هذا في حكم المسابقين أنفسهما بلا دخيل بينهما برهن يجعلانه بينهما أن يسبق الذي هو من عنده سلم له ، ولم يكن له على المسبوق شيء ، وإن سبق الذي ليس [ ص: 158 ] هو له أخذ ذلك الرهن فكان طيبا حلالا ، وإن كان الرهان وقع بينهما على أنه إن سبق غرم شيئا لصاحبه سميا ذلك الشيء كان ذلك قمارا ، ولم يحل ، فسلك بالمحلل الدخيل بينهما هذا المعنى إن سبق أحد الراهنين جميعا ، فكانا طيبين له ، وإن سبق لم يكن عليه شيء لصاحبيه ، ولا لواحد منهما . أبو جعفر
قال : وقد روي في الرهان ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث واحد لا نعلمه روي عنه صلى الله عليه وسلم في الرهان غيره . أبو جعفر
1899 - وهو ما قد حدثنا سليمان بن شعيب ، قال : حدثنا ، قال : حدثنا يحيى بن حسان سعيد بن زيد ، قال : حدثني الزبير بن الخريت ، قال :
حدثنا أبو لبيد ، قال : الحجاج بن يوسف والحكم بن أيوب أمير على البصرة ، فلما انصرفنا من الرهان . قلنا : لو ملنا إلى فسألناه هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يراهن على الخيل ؟ قال : فسئل أنس بن مالك أنس عن ذلك ، فقال : نعم والله لقد راهن على فرس له يقال له : سبحة فسبقت الناس فأبهش لذلك وأعجبه أرسلت الخيل زمن .
[ ص: 159 ] قال : وهذا من حديث أبو جعفر البصريين أيضا ، وإن كان سعيد بن زيد ليس بالقوي في روايته عند أهل الإسناد ، فأما السبق بغير ذكر رهان كان فيه فقد رويت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم آثار صحاح :
1900 - فمنها ما قد حدثنا ، قال : أخبرنا يونس أن ابن وهب أخبره . مالكا
وما قد حدثنا ، قال : حدثنا المزني ، عن الشافعي ، عن مالك ، عن نافع رضي الله عنهما عبد الله بن عمر الحفياء وكان أمدها ثنية الوداع وسابق بين الخيل التي لم تضمر من الثنية إلى مسجد بني زريق ، وأن فيمن سابق بها عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سابق بين الخيل التي قد أضمرت من .
[ ص: 160 ]
1901 - ومنها ما قد حدثنا ، قال : حدثنا المزني ، قال : حدثنا الشافعي ، قال : أخبرنا سفيان إسماعيل بن أمية ، عن ، عن نافع رضي الله عنهما ، قال ابن عمر الحفياء إلى ثنية الوداع ، وما لم تضمر من ثنية الوداع إلى مسجد بني زريق سابق رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الخيل فأرسل ما أضمر منها من .
1902 - ومنها ما قد حدثنا ، قال : حدثنا ابن أبي داود ، قال : حدثنا سليمان بن حرب ، عن حماد بن سلمة ، عن ثابت ، قال : أنس كانت ناقة لرسول الله صلى الله عليه وسلم تسمى العضباء لا تسبق فجاء أعرابي على قعود له فسابقها فسبقها فاشتد ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حق على الله أن لا يرفع شيئا في الدنيا إلا وضعه .
[ ص: 161 ]
1903 - ومنها ما قد حدثنا ، قال : حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، قال : حدثنا عبد الله بن بكر السهمي ، عن حميد ، قال : أنس كانت ناقة لرسول الله صلى الله عليه وسلم تسمى العضباء وكانت لا تسبق فجاء أعرابي على قعود له فسبقها فشق ذلك على المسلمين ، فلما رأى ما في وجوههم قالوا يا رسول الله سبقت العضباء ، قال : إن حقا على الله عز وجل أن لا يرفع من الدنيا شيئا إلا وضعه ، والله نسأله التوفيق .