[ ص: 309 ]
844 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما قرأه لما تعار من الليل مما رواه
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس عنه من سورة ( آل عمران )
5289 - حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13856إبراهيم بن أبي داود ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15473يحيى بن صالح الوحاظي ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16036سليمان بن بلال ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16100شريك بن أبي نمر - يعني شريك بن عبد الله بن أبي نمر - : أن
nindex.php?page=showalam&ids=16845كريبا مولى ابن عباس ، أخبره أنه سمع
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، يقول :
nindex.php?page=treesubj&link=220_245_1098_1232_1235_1254_1255_1258_1260_1611_1730_22631_22742_23688_24433_25889_30956_31000_31001_31551_31779_32086_32261_32842بت ليلة عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما انصرف من العشاء الآخرة انصرفت معه ، فلما دخل البيت ركع ركعتين خفيفتين ، ركوعهما مثل سجودهما ، وسجودهما مثل قيامهما ، وذلك في الشتاء ، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الحجرة ، وأنا في البيت ، قال : فقلت : والله لأرمقن الليلة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولأنظرن كيف صلاته ، قال : فاضطجع مكانه في مصلاه حتى سمعت غطيطه ، قال : ثم تعار ، فقام ، فنظر إلى السماء وفكر ، ثم قرأ الخمس الآيات من سورة آل عمران ، ثم أخذ سواكا ، فاستن ثم خرج فقضى حاجته ، ثم رجع إلى شن معلقة ، فصب على يده ثم توضأ ، ولم يوقظ أحدا ، ثم قام فصلى ركعتين ركوعهما مثل سجودهما ، وسجودهما مثل قيامهما ، قال : فأراه صلى مثل ما رقد ، قال : ثم اضطجع مكانه ، فرقد حتى سمعت [ ص: 310 ] غطيطه ، ثم صنع ذلك خمس مرار ، فصلى عشر ركعات ، ثم أوتر بواحدة ، وأتاه بلال ، فآذنه بالصبح ، فصلى ركعتي الفجر ، ثم خرج إلى الصبح .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14695أبو جعفر : ففي هذا الحديث أن الذي قرأه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من سورة ( آل عمران ) خمس آيات منها ، وهي من آخرها ، وإن كان لم يذكر ذلك في هذا الحديث ، فإنه قد ذكره في حديث
مالك الذي ذكرناه في الباب الثالث من كتابنا هذا عن
مخرمة بن سليمان ، عن
كريب ، أن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، أخبره :
أنه بات عند nindex.php?page=showalam&ids=156ميمونة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - وأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام حتى إذا انتصف الليل أو بعده بقليل أو قبل بقليل ، استيقظ ثم قرأ العشر الآيات الخواتم من سورة ( آل عمران ) .
وذكرنا في ذلك الباب أيضا في حديث
علي بن عبد الله بن العباس أنه قرأ : nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=164إن في خلق السماوات والأرض حتى ختم السورة .
فعقلنا بذلك أن الذي كان قرأه من سورة آل عمران مما ذكر في الحديث الذي ذكرناه في هذا الباب هو :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=164إن في خلق السماوات والأرض [ ص: 311 ] إلى تمام الخمس الآيات منها ، وهو قوله - عز وجل - :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=194إنك لا تخلف الميعاد .
فقال قائل : من أين جاء هذا الاختلاف ؟ فكان جوابنا له في ذلك بتوفيق الله - عز وجل وعونه - : أن ذلك الاختلاف إنما جاء من قبل رواة هذه الأحاديث ممن دون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان ما في الحديث الأول الذي رويناه في هذا الباب ، هو الذي يقع في القلوب أنه كان الذي قرأه رسول الله ; لأنه إنما قرأ ما قرأ التماس الدعاء والتفكر المذكورين في تلك الآيات ، وكان ما بعد الخمس الآيات المذكور ذلك فيها ليس من ذلك المعنى في شيء ، وإنما هو ذكر ما كان من الله - عز وجل - من استجابته للمذكورين في تلك الآيات ، ثم ما سوى ذلك من غير هذا المعنى إلى خاتمة السورة ، والله أعلم بحقيقة ما كان منه - عليه السلام - في ذلك ، وإياه نسأله التوفيق .
[ ص: 309 ]
844 - بَابُ بَيَانِ مُشْكِلِ مَا رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِيمَا قَرَأَهُ لَمَّا تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ مِمَّا رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ عَنْهُ مِنْ سُورَةِ ( آلِ عِمْرَانَ )
5289 - حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=13856إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي دَاوُدَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=15473يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ الْوُحَاظِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16036سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16100شَرِيكُ بْنُ أَبِي نَمِرٍ - يَعْنِي شَرِيكَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ - : أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=16845كُرَيْبًا مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنَ عَبَّاسٍ ، يَقُولُ :
nindex.php?page=treesubj&link=220_245_1098_1232_1235_1254_1255_1258_1260_1611_1730_22631_22742_23688_24433_25889_30956_31000_31001_31551_31779_32086_32261_32842بِتُّ لَيْلَةً عِنْدَ رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَلَمَّا انْصَرَفَ مِنَ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ انْصَرَفْتُ مَعَهُ ، فَلَمَّا دَخَلَ الْبَيْتَ رَكَعَ رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ ، رُكُوعُهُمَا مِثْلُ سُجُودِهِمَا ، وَسُجُودُهُمَا مِثْلُ قِيَامِهِمَا ، وَذَلِكَ فِي الشِّتَاءِ ، وَرَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الْحُجْرَةِ ، وَأَنَا فِي الْبَيْتِ ، قَالَ : فَقُلْتُ : وَاللهِ لَأَرْمُقَنَّ اللَّيْلَةَ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَلَأَنْظُرَنَّ كَيْفَ صَلَاتُهُ ، قَالَ : فَاضْطَجَعَ مَكَانَهُ فِي مُصَلَّاهُ حَتَّى سَمِعْتُ غَطِيطَهُ ، قَالَ : ثُمَّ تَعَارَّ ، فَقَامَ ، فَنَظَرَ إِلَى السَّمَاءِ وَفَكَّرَ ، ثُمَّ قَرَأَ الْخَمْسَ الْآيَاتِ مِنْ سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ ، ثُمَّ أَخَذَ سِوَاكًا ، فَاسْتَنَّ ثُمَّ خَرَجَ فَقَضَى حَاجَتَهُ ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى شَنٍّ مُعَلَّقَةٍ ، فَصَبَّ عَلَى يَدِهِ ثُمَّ تَوَضَّأَ ، وَلَمْ يُوقِظْ أَحَدًا ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ رُكُوعُهُمَا مِثْلُ سُجُودِهِمَا ، وَسُجُودُهُمَا مِثْلُ قِيَامِهِمَا ، قَالَ : فَأُرَاهُ صَلَّى مِثْلَ مَا رَقَدَ ، قَالَ : ثُمَّ اضْطَجَعَ مَكَانَهُ ، فَرَقَدَ حَتَّى سَمِعْتُ [ ص: 310 ] غَطِيطَهُ ، ثُمَّ صَنَعَ ذَلِكَ خَمْسَ مِرَارٍ ، فَصَلَّى عَشْرَ رَكَعَاتٍ ، ثُمَّ أَوْتَرَ بِوَاحِدَةٍ ، وَأَتَاهُ بِلَالٌ ، فَآذَنَهُ بِالصُّبْحِ ، فَصَلَّى رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصُّبْحِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14695أَبُو جَعْفَرٍ : فَفِي هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّ الَّذِي قَرَأَهُ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ سُورَةِ ( آلِ عِمْرَانَ ) خَمْسُ آيَاتٍ مِنْهَا ، وَهِيَ مِنْ آخِرِهَا ، وَإِنْ كَانَ لَمْ يَذْكُرْ ذَلِكَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ ، فَإِنَّهُ قَدْ ذَكَرَهُ فِي حَدِيثِ
مَالِكٍ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ فِي الْبَابِ الثَّالِثِ مِنْ كِتَابِنَا هَذَا عَنْ
مَخْرَمَةَ بْنِ سُلَيْمَانَ ، عَنْ
كُرَيْبٍ ، أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنَ عَبَّاسٍ ، أَخْبَرَهُ :
أَنَّهُ بَاتَ عِنْدَ nindex.php?page=showalam&ids=156مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَنَّ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَامَ حَتَّى إِذَا انْتَصَفَ اللَّيْلُ أَوْ بَعْدَهُ بِقَلِيلٍ أَوْ قَبْلُ بِقَلِيلٍ ، اسْتَيْقَظَ ثُمَّ قَرَأَ الْعَشْرَ الْآيَاتِ الْخَوَاتِمَ مِنْ سُورَةِ ( آلِ عِمْرَانَ ) .
وَذَكَرْنَا فِي ذَلِكَ الْبَابِ أَيْضًا فِي حَدِيثِ
عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْعَبَّاسِ أَنَّهُ قَرَأَ : nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=164إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ حَتَّى خَتَمَ السُّورَةَ .
فَعَقَلْنَا بِذَلِكَ أَنَّ الَّذِي كَانَ قَرَأَهُ مِنْ سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ مِمَّا ذُكِرَ فِي الْحَدِيثِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ فِي هَذَا الْبَابِ هُوَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=164إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ [ ص: 311 ] إِلَى تَمَامِ الْخَمْسِ الْآيَاتِ مِنْهَا ، وَهُوَ قَوْلُهُ - عَزَّ وَجَلَّ - :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=194إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ .
فَقَالَ قَائِلٌ : مِنْ أَيْنَ جَاءَ هَذَا الِاخْتِلَافُ ؟ فَكَانَ جَوَابُنَا لَهُ فِي ذَلِكَ بِتَوْفِيقِ اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ وَعَوْنِهِ - : أَنَّ ذَلِكَ الِاخْتِلَافَ إِنَّمَا جَاءَ مِنْ قِبَلِ رُوَاةِ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ مِمَّنْ دُونَ رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَكَانَ مَا فِي الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ الَّذِي رَوَيْنَاهُ فِي هَذَا الْبَابِ ، هُوَ الَّذِي يَقَعُ فِي الْقُلُوبِ أَنَّهُ كَانَ الَّذِي قَرَأَهُ رَسُولُ اللهِ ; لِأَنَّهُ إِنَّمَا قَرَأَ مَا قَرَأَ الْتِمَاسَ الدُّعَاءِ وَالتَّفَكُّرِ الْمَذْكُورَيْنِ فِي تِلْكَ الْآيَاتِ ، وَكَانَ مَا بَعْدَ الْخَمْسِ الْآيَاتِ الْمَذْكُورِ ذَلِكَ فِيهَا لَيْسَ مِنْ ذَلِكَ الْمَعْنَى فِي شَيْءٍ ، وَإِنَّمَا هُوَ ذِكْرُ مَا كَانَ مِنَ اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - مِنِ اسْتِجَابَتِهِ لِلْمَذْكُورِينَ فِي تِلْكَ الْآيَاتِ ، ثُمَّ مَا سِوَى ذَلِكَ مِنْ غَيْرِ هَذَا الْمَعْنَى إِلَى خَاتِمَةِ السُّورَةِ ، وَاللهُ أَعْلَمُ بِحَقِيقَةِ مَا كَانَ مِنْهُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - فِي ذَلِكَ ، وَإِيَّاهُ نَسْأَلُهُ التَّوْفِيقَ .