[ ص: 249 ] 895 - باب بيان مشكل ما روي فيما اختلف القراء في قراءتهم إياه من قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=161وما كان لنبي أن يغل أو
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=161يغل ، وفي السبب الذي فيه نزلت
5601 - حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=11807أبو أمية محمد بن إبراهيم ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17111معاوية بن عمرو الأزدي ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=11816أبو إسحاق الفزاري ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان بن سعيد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15822خصيف ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، قال :
nindex.php?page=treesubj&link=8483_28916_28974_29571_30781_31465_32266فقدوا قطيفة حمراء مما أصيب من المشركين يوم بدر ، فقالوا : لعل رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذها ، فنزلت : nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=161وما كان لنبي أن يغل ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة . قال
nindex.php?page=showalam&ids=15822خصيف : فقلت
لعكرمة : إن
سعيدا يقرأ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=161أن يغل قال : بلى ، ويقتل .
[ ص: 250 ] [ ص: 251 ] [ ص: 252 ] .
5602 - وحدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15594إسماعيل بن إسحاق بن سهل الكوفي ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12180أبو نعيم الفضل بن دكين ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16361عبد السلام بن حرب ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15822خصيف ، قال : أخبرني
مقسم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، ثم ذكر مثله غير أنه لم يذكر فيه : فقلت له : إن
سعيدا يقرأ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=161أن يغل إلى آخر الحديث .
فاختلف سفيان ، وعبد السلام فيمن بين
nindex.php?page=showalam&ids=15822خصيف وبين
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في إسناد هذا الحديث ، فذكر
سفيان : أنه
عكرمة ، وذكر
عبد السلام : أنه
مقسم ، وفي روايتهما جميعا :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=161يغل لا
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=161أن يغل .
وحدثنا
محمد بن خزيمة ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15698حجاج بن منهال ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15744حماد بن [ ص: 253 ] سلمة ، عن
قيس بن سعد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16248طاووس ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال :
nindex.php?page=treesubj&link=8483_31002كان يقرأ nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=161وما كان لنبي أن يغل .
وحدثنا
أحمد بن أبي عمران ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15833خلف بن هشام ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16505الخفاف ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11947أبي بكر بن الحارث ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، وعن
حنظلة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16128شهر ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس :
nindex.php?page=treesubj&link=8483_28974_31002nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=161أن يغل .
وكان من رجعت قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس هذه إليه من القراء الذين كانوا بعده ممن دارت عليه القراءة من
nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم بن أبي النجود وأبي عمرو بن العلاء لا نعلم أحدا من القراء قرأها كذلك غيرهما ، فأما من سواهما منهم
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش .
كما حدثنا
ابن أبي عمران ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15833خلف nindex.php?page=treesubj&link=28916_28974قرأها : nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=161أن يغل برفع الياء ، nindex.php?page=showalam&ids=15760وحمزة كمثل nindex.php?page=showalam&ids=17192ونافع كمثل .
وحكى لنا
علي بن عبد العزيز ، عن
أبي عبيد في القرآن جميعا ، كذلك زاد فيمن قرأ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=161يغل ، فقال : وكذلك قرأ
nindex.php?page=showalam&ids=14695أبو جعفر ،
وشيبة ،
والكسائي ثم قال : قال
أبو عبيد بالقراءة الأولى فقرأ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=161يغل لما قد روي فيها عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنه من قوله : كيف لا يغل وقد يقتل ؟ ولأن العرب أيضا تقول للرجل إذا أتى ما لا يكون إتيانه : ما
[ ص: 254 ] كان له أن يفعل ، وإذا أتي إليه بما لا ينبغي أن يؤتى : ما كان لهم أن يفعلوا ذلك ، قال : فهذا وجه الكلام ، والآخر أيضا جائز غير ممتنع .
فقال قائل : في هذا الحديث في سبب القطيفة المذكورة فيه ما يخالف ما قد رويته في الباب الذي قبل هذا الباب ، فيه ما كانت
قريش ذكرت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأمانة وصدق اللهجة .
فكان جوابنا له في ذلك : أن ما ذكرته قبل هذا الباب فإنما كانت
قريش ذكرت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأمانة ، وصدق اللهجة ، كما ذكرناه فيه ، والذي ذكرناه في هذا الباب ، فإنما هو مما قيل فيه
بالمدينة التي نزلت السورة التي فيها هذه الآية وهي ( آل عمران ) نزلت
بالمدينة ، فكان قائلو هذا القول هم الذين كانوا ينافقون رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويقولون فيه مثل هذا القول وأشباهه ، ولم يكن القتال نزل
بمكة وإنما كان نزل
بالمدينة وعنده فكان النفاق ، وكان الذين أقوالهم في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هو حجة عليهم هم أهل الكتاب
بمكة ، فصدقه كان عندهم وبخلافهم إياه
[ ص: 255 ] مع ذلك ، وأما الذين كانوا معه
بالمدينة ممن بايعه ، وأسر له غير الذي أظهره له ، فليسوا ممن يحتج بأقوالهم فيه ، لأنهم ليسوا من أهل بلده ، ولا من أهل الخبرة به ، والله الموفق .
[ ص: 249 ] 895 - بَابُ بَيَانِ مُشْكِلِ مَا رُوِيَ فِيمَا اخْتَلَفَ الْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَتِهِمْ إِيَّاهُ مِنْ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=161وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ أَوْ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=161يَغُلَّ ، وَفِي السَّبَبِ الَّذِي فِيهِ نَزَلَتْ
5601 - حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=11807أَبُو أُمَيَّةَ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=17111مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو الْأَزْدِيُّ ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=11816أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16004سُفْيَانَ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15822خُصَيْفٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16584عِكْرِمَةَ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ :
nindex.php?page=treesubj&link=8483_28916_28974_29571_30781_31465_32266فَقَدُوا قَطِيفَةً حَمْرَاءَ مِمَّا أُصِيبَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ بَدْرٍ ، فَقَالُوا : لَعَلَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَهَا ، فَنَزَلَتْ : nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=161وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15822خُصَيْفٌ : فَقُلْتُ
لِعِكْرِمَةَ : إِنَّ
سَعِيدًا يَقْرَأُ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=161أَنْ يَغُلَّ قَالَ : بَلَى ، وَيُقْتَلُ .
[ ص: 250 ] [ ص: 251 ] [ ص: 252 ] .
5602 - وَحَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=15594إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ سَهْلٍ الْكُوفِيُّ ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=12180أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16361عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15822خُصَيْفٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي
مِقْسَمٌ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَهُ غَيْرَ أَنَّهُ لَمْ يَذْكُرْ فِيهِ : فَقُلْتُ لَهُ : إِنَّ
سَعِيدًا يَقْرَأُ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=161أَنْ يَغُلَّ إِلَى آخِرِ الْحَدِيثِ .
فَاخْتَلَفَ سُفْيَانُ ، وَعَبْدُ السَّلَامِ فِيمَنْ بَيْنَ
nindex.php?page=showalam&ids=15822خُصَيْفٍ وَبَيْنَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي إِسْنَادِ هَذَا الْحَدِيثِ ، فَذَكَرَ
سُفْيَانُ : أَنَّهُ
عِكْرِمَةُ ، وَذَكَرَ
عَبْدُ السَّلَامِ : أَنَّهُ
مِقْسَمٌ ، وَفِي رِوَايَتِهِمَا جَمِيعًا :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=161يَغُلَّ لَا
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=161أَنْ يَغُلَّ .
وَحَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ خُزَيْمَةَ ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=15698حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=15744حَمَّادُ بْنُ [ ص: 253 ] سَلَمَةَ ، عَنْ
قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16248طَاوُوسٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ :
nindex.php?page=treesubj&link=8483_31002كَانَ يَقْرَأُ nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=161وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ .
وَحَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=15833خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=16505الْخَفَّافِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=11947أَبِي بَكْرِ بْنِ الْحَارِثِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16584عِكْرِمَةَ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَعَنْ
حَنْظَلَةَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16128شَهْرٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ :
nindex.php?page=treesubj&link=8483_28974_31002nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=161أَنْ يَغُلَّ .
وَكَانَ مَنْ رَجَعَتْ قِرَاءَةُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ هَذِهِ إِلَيْهِ مِنَ الْقُرَّاءِ الَّذِينَ كَانُوا بَعْدَهُ مِمَّنْ دَارَتْ عَلَيْهِ الْقِرَاءَةُ مِنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16273عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ وَأَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ لَا نَعْلَمُ أَحَدًا مِنَ الْقُرَّاءِ قَرَأَهَا كَذَلِكَ غَيْرَهُمَا ، فَأَمَّا مَنْ سِوَاهُمَا مِنْهُمُ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الْأَعْمَشُ .
كَمَا حَدَّثَنَا
ابْنُ أَبِي عِمْرَانَ ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=15833خَلَفٌ nindex.php?page=treesubj&link=28916_28974قَرَأَهَا : nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=161أَنْ يَغُلَّ بِرَفْعِ الْيَاءِ ، nindex.php?page=showalam&ids=15760وَحَمْزَةُ كَمِثْلٍ nindex.php?page=showalam&ids=17192وَنَافِعٌ كَمِثْلٍ .
وَحَكَى لَنَا
عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ
أَبِي عُبَيْدٍ فِي الْقُرْآنِ جَمِيعًا ، كَذَلِكَ زَادَ فِيمَنْ قَرَأَ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=161يَغُلَّ ، فَقَالَ : وَكَذَلِكَ قَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=14695أَبُو جَعْفَرٍ ،
وَشَيْبَةُ ،
وَالْكِسَائِيُّ ثُمَّ قَالَ : قَالَ
أَبُو عُبَيْدٍ بِالْقِرَاءَةِ الْأُولَى فَقَرَأَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=161يَغُلَّ لِمَا قَدْ رُوِيَ فِيهَا عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مِنْ قَوْلِهِ : كَيْفَ لَا يُغَلُّ وَقَدْ يُقْتَلُ ؟ وَلِأَنَّ الْعَرَبَ أَيْضًا تَقُولُ لِلرَّجُلِ إِذَا أَتَى مَا لَا يَكُونُ إِتْيَانُهُ : مَا
[ ص: 254 ] كَانَ لَهُ أَنْ يَفْعَلَ ، وَإِذَا أُتِيَ إِلَيْهِ بِمَا لَا يَنْبَغِي أَنْ يُؤْتَى : مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَفْعَلُوا ذَلِكَ ، قَالَ : فَهَذَا وَجْهُ الْكَلَامِ ، وَالْآخَرُ أَيْضًا جَائِزٌ غَيْرُ مُمْتَنِعٍ .
فَقَالَ قَائِلٌ : فِي هَذَا الْحَدِيثِ فِي سَبَبِ الْقَطِيفَةِ الْمَذْكُورَةِ فِيهِ مَا يُخَالِفُ مَا قَدْ رَوَيْتَهُ فِي الْبَابِ الَّذِي قَبْلَ هَذَا الْبَابِ ، فِيهِ مَا كَانَتْ
قُرَيْشٌ ذَكَرَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْأَمَانَةِ وَصِدْقِ اللهْجَةِ .
فَكَانَ جَوَابُنَا لَهُ فِي ذَلِكَ : أَنَّ مَا ذَكَرْتُهُ قَبْلَ هَذَا الْبَابِ فَإِنَّمَا كَانَتْ
قُرَيْشٌ ذَكَرَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْأَمَانَةِ ، وَصِدْقِ اللهْجَةِ ، كَمَا ذَكَرْنَاهُ فِيهِ ، وَالَّذِي ذَكَرْنَاهُ فِي هَذَا الْبَابِ ، فَإِنَّمَا هُوَ مِمَّا قِيلَ فِيهِ
بِالْمَدِينَةِ الَّتِي نَزَلَتِ السُّورَةُ الَّتِي فِيهَا هَذِهِ الْآيَةُ وَهِيَ ( آلُ عِمْرَانَ ) نَزَلَتْ
بِالْمَدِينَةِ ، فَكَانَ قَائِلُو هَذَا الْقَوْلِ هُمُ الَّذِينَ كَانُوا يُنَافِقُونَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَيَقُولُونَ فِيهِ مِثْلَ هَذَا الْقَوْلِ وَأَشْبَاهَهُ ، وَلَمْ يَكُنِ الْقِتَالُ نَزَلَ
بِمَكَّةَ وَإِنَّمَا كَانَ نَزَلَ
بِالْمَدِينَةِ وَعِنْدَهُ فَكَانَ النِّفَاقُ ، وَكَانَ الَّذِينَ أَقْوَالُهُمْ فِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا هُوَ حُجَّةٌ عَلَيْهِمْ هُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ
بِمَكَّةَ ، فَصِدْقُهُ كَانَ عِنْدَهُمْ وَبِخِلَافِهِمْ إِيَّاهُ
[ ص: 255 ] مَعَ ذَلِكَ ، وَأَمَّا الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ
بِالْمَدِينَةِ مِمَّنْ بَايَعَهُ ، وَأَسَرَّ لَهُ غَيْرَ الَّذِي أَظْهَرَهُ لَهُ ، فَلَيْسُوا مِمَّنْ يُحْتَجُّ بِأَقْوَالِهِمْ فِيهِ ، لِأَنَّهُمْ لَيْسُوا مِنْ أَهْلِ بَلَدِهِ ، وَلَا مِنْ أَهْلِ الْخِبْرَةِ بِهِ ، وَاللهُ الْمُوَفِّقُ .